أضطر إلى اختراق المياه التي أغرقت الشوارع
بقدميّ، يقتحم تيار المياه الموحل الحذاء ويغرق الشراب القطني. ألعن كل شيء وأدبدب
بقدمي على الأرض في محاولة يائسة لتفريغ الأقدام من الماء وتفريغ الغضب من القلب.
كل الشوارع خالية، ما من أحد يستعد لتقديم يد المساعدة، ولا حتى كلمة مواساة
واحدة. اللعنات تتوالى من فمي بعد أن أضطر لتكرار اختراق الوحل أكثر من مرة بسبب
شوارع مصر العظيمة.
أعبر الشارع الرئيسي وأنا أحسب المعادلة سريعا
في رأسي، لا يهم البنطلون ولا الكوتشي ولا الطين، المهم أن نجري سريعا من أمام
السيارات التي لا ترى جيدا من قطرات الماء المطينة على زجاجها، ولا تردعها إشارة
مرور واحدة أو يوقفها عسكري مرور في هذا الوقت اللعين.
على الرصيف أكتشف المأساة، لكي أستطيع الركوب
يجب أن أعود من خلال المياه الجارية لمسافة مترين وأقف في نصف الطريق مثلا، إن
وجدت شيئا من الأساس. أقرر المضي عكس اتجاه المياه إلى الأمام. الحظ الرائع
يلاحقني، سائق مكروباص لطيف يأتي بكل سرعته ليغرقني بالمياه إلى رأسي، نعم.. هي
نفس المياه الموحلة التي مررت فيها منذ قليل. يلعب الحظ لعبته دائما معي، أنجو مرة
من المطر، فيغرقني سائق أعمى القلب والنظر بالمياه والطين، أو أنجح في العبور دون
الخوض في مياه الأسفلت، فتقرر السماء أن تغرقني بكرم لا حدود له.
أستمر في الحسابات المعقدة في رأسي، 25 جنيه
للتاكسي، وفي جيبي 35.. وأحتاج فورا لشريط "كونجستال"، يطمئن عقلي قليلا. تاكسي وراء
الآخر يرفض، أبدأ اللعنات بصوت أعلى قليلا عن "البيه السواق" و
"امال عايزين يروحوا فين بروح أمهم؟" إلى أن يوافق سائق بعدها بنصف
ساعة، لكنه يأنف من الوقوف بمحاذاة الرصيف الذي أقف عليه، فأضطر للجري ورائه
والخوض في الوحل والمياه للمرة العاشرة.
"مصر تغرق في شبر مياه"، أهز رأسي
وأوافق السائق العجوز ذي الصوت الأجش، وأتمم على كلامه "لو بس يخلوا عندهم شوية
ضمير في سفلتة الشوارع". يستمر اللغو وأبدأ في الهمهمة وهز الرأس بشكل متكرر،
دون أن أعي شيئا مما يقوله، لكنني أميز أشياء لطيفة مثل "مظاهرات إيه؟ دي قلة
أدب"، "الدنيا متغرقة وهما مش فارق معاهم برضو ملقحين هناك".
يتزامن وضعي للسماعات في أذني مع دخولنا منطقة
وسط البلد. خالية تماما، الحفر الطافحة بالماء تعكس الأضواء المصفرة، وأفكر
"طب والله العظيم دي حاجة بديعة". أحاول ألا أركز كثيرا مع قدمي التي
فقدت الإحساس بها تقريبا بسبب الماء والبرد. الست فيروز تقنعني مرارا وتكرارا
"إيه فيه أمل"، والحاج السائق مازال يرطن بنفس الحماس، إلا إنني اكتشفت
أنه يتحدث عن جمال عبد الناصر الآن.
في البيت، أكتشف أني نسيت كومة غسيل محترمة على
الحبل منذ أمس، و نسيت شريط "الكونجستال"، كما أني دخلت بالفعل على
السجادة بالكوتشي المطين. ولم يكن أمامي شيئا آخر أفعله سوى أن أكيل لفيروز نفسها
اللعنات وقتها.. قال أمل قال!
4 comments:
فقط لا تغضبي من فيروز كثيراً :)
المطر بديع يا ملكة :)
أتفهم شعورك جيداً ..
لكن المطر جميل .. و رائحة الأرض بعد المطر رائعة :)
السلام عليكم
قمت مع مجموعة من الأصدقاء بإنشاء عدد من المدونات ، ووضعنا بها إعلانات جوجل أدسنس، وبالفعل نحقق دخلا مش بطال
فعلى جميع الأخوة الكرام سواء عنده مدونة أو لم ينشئ مدونة بعد، وكانت له رغبة في الاشتراك معنا في هذا العمل، برجاء مراسلتي على الإيميل niletrader@gmail.com
والله الموضوع مثمر، وبالفعل وصلتنا دولارات من أدسنس ، فالموضوع ليس وهمًا
برجاء نشر هذا الموضوع لتعم الفائدة
مع تحياتي
Hello
We are a group of Egyptian guys who established some blogs where we added Google Adsense codes so we make some money on monthly basis, as a way of coming over our financial problems!!
if you would like to help us through allowing us adding the Adsense code to your blog and share the profits with you, pls contact us niletrader@gmail.com
Yours
Ash
السلام عليكم
قمت مع مجموعة من الأصدقاء بإنشاء عدد من المدونات ، ووضعنا بها إعلانات جوجل أدسنس، وبالفعل نحقق دخلا مش بطال
فعلى جميع الأخوة الكرام سواء عنده مدونة أو لم ينشئ مدونة بعد، وكانت له رغبة في الاشتراك معنا في هذا العمل، برجاء مراسلتي على الإيميل niletrader@gmail.com
والله الموضوع مثمر، وبالفعل وصلتنا دولارات من أدسنس ، فالموضوع ليس وهمًا
برجاء نشر هذا الموضوع لتعم الفائدة
مع تحياتي
Hello
We are a group of Egyptian guys who established some blogs where we added Google Adsense codes so we make some money on monthly basis, as a way of coming over our financial problems!!
if you would like to help us through allowing us adding the Adsense code to your blog and share the profits with you, pls contact us niletrader@gmail.com
Yours
Ash
شيماء
عشان خاطرك إنتي بس مش هزعل من فيروز :))
بس المطر حلو لو مانزلش على دماغي.. ساعتها هعيد تفكير في جمال العالم بعد ما السما تمطر
Post a Comment