Friday, December 22, 2006

مفقودات

متى أحسست بروعة أن يحضنك أحد فتتلاشى أجزائك المتعبة بين ضلوعه؟أن تتحدث لساعات وساعات دون أن تخشى شيئاً، موقناً أن ما تقوله لن يؤخذ عليك يوماً، وأن ما لم تقله أصبح ببساطة لاشيء..أن تجلس جوار الشرفة فوق ذلك الكرسي الهزاز الوثير يتأرجح بأحلامك وأفكارك، بينما الشتاء في أوجه،تتذكر أياماً بعيدة بعيييدة للغاية،تبدو لك كطيف غابر،فلا تفق منها إلا على لسعة كوب الكاكاو الساخن لأصابعك ..أن تصرخ بأعلى صوت لك مانحاً كل مخاوفك و مشاكلك الحرية مع صوتك الذي يذهب للفراغ فلا يعود..أن تمسك بتلك اليد الكبيرة الدافئة، كالأطفال تأبى إلا أن تضمها بيديك الضئيلتين وتجرها لكل الأماكن التي عشقتها في طفولتك؟
متى أحسست بروعة أن تغمض عينيك لتنام على ابتسامة أحدهم جوارك؟أن لا تعير أي شيء اهتماماً لتبوح بكل ما لم تستطع البوح به من قبل؟أن تذهب لفراشك عالماً ان الغد لن يحمل لك إلا كل ما تتمناه،وأن بالحياة ضمانات للسعادة أكثر مما تتخيل؟أن تحتضن القلم بين أناملك لتكتب، فيما لا يعنيك ماذا سيقولون عن كلماتك...ذلك الشعور بالحرية حتى في الكتابة؟متى أحسست بروعة الإنتماء لمكان، لشخص، لعائلة ودفء أو لوطن يشعر بك وتحتمي به؟
ربما لا تعود الذكريات،هؤلاء الذين منحونا السعادة يوماً ربما لن يعودوا أيضاً، ما يتبقى فقط هو الافتقاد .. ذاك الذي لا يُمحى أبداً0

Monday, December 18, 2006

ناجي العلي.... رجل لكل العصور

ناجي العلي..رسام الكاريكاتير الذي استشهد
عام 1987
والذي ابتكر شخصية"حنظلة"الشاهد على ما يحدث في كل كاريكاتيراته
الآن أشعر دوماً أن حنظلة مازال واقفاً
وقفته المعهودة
يراقب كل ما يحدث أمامه
وكأن شيئاً لم يكن
مات ناجي العلي،لكن حنظلة لازال حياً
لا يرى جديداً
ولم يتغير
ولا نستطيع نحن أن نرى تعبيرات وجهه
لكنني أتصور
أنها-هي الأخرى-لم تتغير
هو فقط يود لو يقول لأبيه الذي فارقه
رحمك الله..فقد كنت تخط بدمك تاريخ أمة ومستقبلها"0"

Monday, December 11, 2006

شيءٌ منك

أطفأت كل أضواء حجرتي الصغيرة وأشعلت شمعة بيضاء قصيرة وسط الظلام.لا يهمني الآن كل ما بالعالم الخارجي،لا يهمني بكل صخبه وألوانه النارية لذا أغلقت الباب وتناسيت كل شيء عدا تلك الأشياء الصغيرة البسيطة0 الجدران باردة قليلاً،تبدو شاحبة في شبه الظلام الذي أقبع فيه. موسيقى الـ"جاز"المحببة إليّ تتموج في أنحاء الفراغ ،تعطي لهب الشمعة لحناً خاصاً كي يتراقص عليه بوهن رقيق0
و برغم كل حدودي التي أنشئها بيني وبين العالم إلا أن برودة ما تلسع أطرافي لكنني لا أبالي.أقترب من لهيب الشمعة المتراقص فتدمع عيناي،أتذكر يوم كنا سوياً على حافة النيل،وقتئذ لم تكن تعلم بعد أن عيناي تدمعان حين يتغلغل فيهما هواء الشتاء البارد فحسبتني أبكي،لن أنسى ما حييت تلك النظرة الحانية الخاطفة التي احتضنتني بها لكنك لم تعلم أني حينئذ فقط00بكيت!ـ
أبحث بين أشيائي الحبيبة عن شيء أعطيتني أياه،ترى هل تتذكره؟..ذاك اليوم وهديتك الرقيقة لي،لم يكن يسعني أن أفكر في قيمة ذلك الشيء الصغير قدر ما أسعدني أنك تذكرتني بها وأنك ابتعتها خصيصاً لي.أتلمسها بأناملي وكأني أرسلها لك بمشاعري0
أخلع القلادة التي أسكنتها إياها كي تظل دوماً معي..ألمسها كلما اشتقت لك،أتأملها كثيراً على أمل أن تفضي لي بسر عنك لكنها هادئة ساكنة صامتة .. كأنت0
شمعتي ذابت عن آخرها ولم يتبق منها سوى بصيص نور أضعف من أن يحتمل لساعة أخرى.الآن فقط أرفع عيناي للساعة وأعرف أنه الوقت،أحتضن هديتك بين راحتيّ،أقربها إليّ، أهمس لها أن"عاماً سعيداً" ثم أقبلّها..وأطفيء الشمعة0

Monday, December 04, 2006

هانهار ع الكرسي يا مورسي

بيقولك ايه بقى ...شر البلية ما يضحك

وكما قال المتنبي -ربنا يبشبشها تحت راسه-"وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك (إهيء) كالبكا" و"إهيء"دي من عندي لزوم المؤثرات الصوتية يعني:(

من كام يوم طلعوا لنا في الكلية إذ فجأتن بفكرة غريبة،قال إيه عايزين يعملوا لنا امتحان"ميد تيرم"في مادة غريبة عجيبة اسمها الكمبيوتر واللي له عنين وعدى على البروفايل بتاع حضرتي هيلاقي اني في كلية اداب

يعني كلية نظري،يعني ملناش في حوارات الميد تيرم دي،يعني الامتحان ده استعباط

وسمعنى سلام"استهبال واهي ناقصاه"يا جدع

المهم

حاولنا نقولهم ان اللايحة"اللي هما كانوا مصدعينا بيها ليل ونهار"بتقول ان معندناش امتحانات اسمها ميد تيرم وان طالما متمسكين باللايحة حتى لما بنشتكي لكم من قلة الحمامات في الكلية(لامؤاخذة)يبقى تطبقوها في كل حاجة بقى

كالعادة

وعشان اللي فيه داء مبيغيروش

تم تطبيق نظام"التنفيض التام أو الموت الزؤام"،وبفضل خصائص مستحدثة في الجنس البشري المصري بالتحديد تم تصدير الطارشة بودن من طين وودن من عجين

جدير بالذكر يا بشر وبعد أن حطيناها في بوقنا وسكتنا(عارفينها طبعا) لقينا إن مفيش كتاب للمادة أو فيه والدكتور لسة ملمش فلوس كفاية عشان يطبعه او الجمعية لسة دوره مجاش فيها عشان بيقبض الرابع باين المهم تعددت الاسباب والكتاب...مفقود مفقود ياولدي

طب هنمتحن في ايه ولامؤاخذة؟!(وش واحد مذبهل)

وعشان منرغيش كتير بقدرة قادر حصلنا على الكتاب قبل الامتحان بيوم و ناس أخرى بمعجزة ما حصلت عليه قبل الامتحان بساعة واحدة فقط لا غير

دخلنا المدرج لقينا خير اللهم اجعله خير أمة لا اله الا الله!!!

البشر دي كلها انبثقت منين؟!!ده بالتيلة ايام المحاضرات كان المدرج فيه بتاع 100 واحد من 3 اقسام!!كله بقى قال امتحان يبقى نحضر ونشوف الليلة فيها ايه بالظبط

وبسبب هذه الأعداد الغفيرة المدرج كان على آخره ومفيش مكان لوزة عرجة حتى تقعد فيه

طب وبعدين؟هنقعد فين؟على الارض؟!!ويبدو أن الواقفين فكروا في نفس المكان الاستراتيجي ده في وقت واحد فكله بقى بيحاول يطلعله بحتة من البلاط يقعد عليها وكأنها إنجاز

ولأننا معتبرين إن مسألة وجود مكان لينا نقعد فيه دي مسؤولية الدكتورة(سذج احنا والله) قولنالها مفيش مكان نقعد فيه

أول مرة عملت نفسها مش سامعانا،تاني مرة قالت لنا شوفولكوا حتة اقعدوا فيها،تالت مرة قالت لنا هاتوا كراسي من برة اقعدوا عليها

خرجنا كالملهوفين ندور على كراسي هنا وهنا..مفيش،بدأنا ندور جوة المدرجات واخيرا لقينا مدرج فاضي جواه كراسي،لسة بنجر كرسيين لقينا الساعي بيزعق وبيشخط و"لأ مش هتاخدوا الكراسي"!

ياعم طب هنقعد عليهم ونرجعهم والله،وده راسه والف سيف انه ابدا مش هناخدهم،زي ما يكون حالف طلاق تلاتة ماهو مفرّط في رجل كرسي حتى!

طب نعمل احنا ايه؟ لقيته بيقولنا روحوا خدوا كراسي من العميد!....نعم يا خويا؟؟!!!! (واحد مذبهل وبوادر البلطجة عليه)

عشان نلاقي مكان نقعد فيه نروح للعميد يدينا كراسي ازاي يعني؟!

نعمل يعني طلب احاطة وعليه دمغة بجنيه ونص وختم النسر وامضاء اتنين مطحونين اننا عايزين كراسي نقعد عليها في المحاضرة؟؟؟!!!!

وده مفيش تفاهم نوهائي معاه،اخد مننا الكراسي ومتبت عليهم بايديه تقولشي ولاده!

مع إن أبسط حقوق الطالب-ده لو كانت البلد دي بتعترف بكلمة حقوق اصلا-انه يلاقي مكان يتعلم فيه،وانه يلاقي مكان يقعد فيه براحته علشان يعرف يتلقى المعلومة(مش بقولكم سذج؟)

ياعم ده احنا رضينا بالارض وملقينهاش طب نعمل ايه بعد كدة؟نشتري للمدعوقة الوزارة كراسي على حسابنا بقى ولا ايه؟اهو ده اللي ناقص يا وزارة مفيهاش كراسي! (نظرة ازدراء واشمئناط)

موقفه ده فكرني بالست اللي حكيت عنها في موضوع بريزة الاتوبيسات لما قالت للسواق"روح فك من المحافظ وهاتلي ال15 قرش بتوعي"

في الاخر رحنا بحثنا ومحصنا عن خرم ابرة يلمنا نمتحن فيه ونروح بيوتنا وتتحرق المحاضرة باللي فيها بقى!

بس بالذمة مش دي حاجة متتعقلش يعني؟ماهو لو اللي بيعملها مجنون فانا بقى لسة فيا ربع مضربش ومش مستوعب المنطق والميكانيكية وراء هذه الاستعباطات اللي بيعملوها!يعني رضينا بالهم (التعليم)والهم مش راضي بينا!؟!

منكوا لله يابعدا خليتوني أفرج الخلق عليا عشان كرسي يتيم،ولا خلاص الدعا عليهم مبينفعش، من كتر ما الناس بتدعي وبرضو مبيجراش حاجة هضطر أقول لكل واحد بعد كدة "ابقى اتوضى قبل ما تدعي يا شيخ عب باري"!!