Wednesday, August 20, 2008

بصقة التاريخ المقدسة

مش قادرة أفهم الناس زعلانين ليه علشان حريق القاهرة.. أقصد حريق مجلس الشورى! ايوة يعني متضايقين من ايه يا بشر؟ علشان مبنى تاريخي وشوية ورق؟ ايه المشكلة ما فداهية يعني هما واصحابهم المهم إن سرور والشريف بخير، أدامهما الله زخرا وقرفا للبلاد!ـ
.
زعلانين قوي عشان المباني الأثرية؟؟ ما تولع الآثار يعني هي كانت من مال أبونا؟ بغض النظر عن انها من مال ابونا فعلا بس عادي يعني الفلوس بتروح وتيجي والمهم صحتك يابو جمال انت وللي معاك، ده احنا ياخويا من غيرك مانقدرش نعيش وانشالله النفس اللي نتنفسه وانت مش راضي عنه يابو العيال نطفحه !ـ
.
فاكرين؟؟ من كام شهر كدة قولوا سنتين اتحرقوا البني ادمين نفسهم ومحدش بعت لا طيارات هليكوبتر ولا جرادل ولا عربيات مطافي كام طن ولا حتى 10 كيلو مياه. نقاد محترمين وشباب زي الورد من خريجين معاهد السينما والمسرح والنقد اتحرقوا بالحياة في قصر ثقافة بني سويف مع إن سبحان الله لا المبني كان متبطن بالجلد ولا السقف كان خشب ولا الارضيات كانت باركيه بس اتحرقوا برضو هما هيروحوا من قضاهم فين يعني؟ آه قضاء و قدر ماحنا برضو لازم تبقى نيتنا كويسة ومنظنش في الأمير ابن الأمرا وزير الصفاقة حاجة وحشة عيب علينا كمصريين ده احنا حتى نبقى ولاد ستين دزمة ومبنصونش الملح(ماهو مفيش عيش خلاص نصونه) وساعتها مكنش فيه الجزيرة ولا العربية ولا حتى القناة الأولى عشان تتصل بوزير الصحة ورئيس مجلس الشعب ورئيس مجلس الشورى، محدش اتصل ولا عبر حد يعني هما كانوا اهم من سرور ولا اهم من ملفات مندوح سماعين؟؟ خلاص قدرهم كدة هي الحكومة كانت هتقطع نفسها ولا هتقطع نفسها يعني؟؟؟؟
.
زعلانين على التاريخ؟ على الحياة النايبة (مش النيابية) في مصر؟ طب التاريخ بيروح وييجي علينا واحنا زي ماحنا انما البني ادمين هنعوضهم ازاي؟ اكتر من 20 روح اتحرقوا بأبشع طريقة ممكنة ومحدش سأل فيهم وكانوا بيتلفوا بسجاجيد محروقة واقمشة مقطعة ولا مستشفى عارفة تنقذهم ولا عربية مطافي بتوصل لهم ولا جردل مياه طفى نارهم دول هنتصرف فيهم ازاي؟
معلش ماهي الناس مقامات برضك يعني هل يتساوى اللي اهلهم بيكملوا الشهر بالجمعيات زي اللي بيبلطوا في مارينا بالمايوهات؟
هو ليه الوزير مكانش معاهم يمكن كان ربنا نجاهم بسببه؟ ماهو منه ليه على طول بقى واحنا ولاد كلب كفرة مسلمين في مسيحين دمنا مستباح وبطننا عريانة ننضرب عليها ومنقولش آي!ـ
.
أعزائي المواطنين المصريين اللي مقهورين بالقوي على مضابط المجلس الموقر والمستندات المهمة:ـ
.
إياكش أم البلد كلها تولع باللي فيها علشان لما ييجي التاريخ يعيد نفسه و يرجع لنا تاني ميلاقيش بشر زينا يتف عليهم !!ـ

Friday, August 08, 2008

اغماءة

كنت في سقوطي لا أترك لجسدي حرية الانفلات مني واختيار مساحة الفضاء التي يريد أن يحتلها بسقوطه. أتماسك حتى النهاية في تشبث سخيف بمشهد القوة، وحين أقارب الأرض كنت أبحث عني فألملمني بسرعة ثم أبعثرني من جديد فوق أقرب كرسي خشبي يدّعي الصلابة مثلي.

هذه المرة لم تكن بجواري حين استسلمت لقانون الجاذبية. أنت في مكان ما بعيد تحادث قوماً لا أعرفهم بلغة لا أعرفها بينما جسدي أنا هنا يبحث عمن يستطيع أن يفهم لغته و ينتشله بدلا من تلك الأيادي التي تتلقفني. حقيقة واحدة أدركتها رغم غياب وعيي.. أنت هناك، أنت لست معي، أنا هنا وحدي.. وحدي تماماً. حقيقة أدركتها قبل حتى أن أغيب.. أنت هناك.. أنا هنا. أنت و أنا صرنا اثنين.. رغم كل شيء.

لم أستطع أن أقاوم هذه المرة، لم أدرك حتى أن عليّ المقاومة. تركت كل شيء، كل من حولي وكل ما كان بيدي واستسلمت. تركت كل جسدي ليتصرف بحريته. تركته يسقط رغم كل شيء ، حتى الفعل "تركته" لا ينطبق عليه، هو ذاته قد ترك نفسه للأرض. لا أشعر ببرودة البلاط و لا قوة الإضاءة و لا أصواتهم حولي و لا حتى المياه التي كانت تغرقني كنبتة يستميت أصحابها لاحياءها رغم أنهم تركوها أياماً عديدة دون قطرة واحدة.

لم أكن أعرف أن الحرية رائعة إلى هذا الحد. رائعة إلى درجة أني سأنزعج جداً لو عدت للوعي ثانيةً. كأنني بلا أطراف، بلا جسد، و الأهم.. بلا أفكار. الآن أرى كل شيء، لكن لماذا لا أرى نفسي في الفيلم ذاته؟ قليلون هم من يستطيعون رؤية شريط حياتهم أمامهم و هم أحياء.. على الأقل كنت أوفر حظاً من كثيرين.

رغم كراهيتي للظلام دائماً - ليس عن خوف طفولي وإنما عن رعب قديم من فكرة فقدان الاتجاهات - أتمنى أن يدوم ذلك الظلام الذي غرقت فيه. صدقني لست خائفة، ربما للمرة الأولى لا يعتريني أي خوف.. أنا فقط... أنا... لا أدري، يمكنك أن تسأل طفلاً لم يتجاوز بضعة شهور عن إحساسه و هو نائم لا يشعر بشيء. راحة غريبة، أكاد أقسم أني لم أعرف مثلها من قبل. ربما لهذا السبب أكره العقاقير التي تبقيني واعية.. لم لا وهي تسلب مني حريتي الأخيرة في الاستسلام؟!

لماذا يجبرونني بهذه القوة على العودة؟ أنا لم أضف لأي منهم شيئاً يذكر فلماذا يهتمون بوجودي بينهم بهذه الطريقة الفجة؟ دسوا في فمي شيئاً لا أعرفه، لا أقوى حتى على السؤال عما ألقموني إياه، ثم من أين أتوا بكل هذه العيون التي تحدق فيّ بصفاقة؟

"إنتي كويسة دلوقتي؟"

سؤال سمعته من رجل جواري بينما اكتفى الآخرون بالتحديق المقيت. أهمهم بأي شيء لا أفهمه فينصرف كل إلى حاله. أتسائل للمرة الألف من أين أتت كل هذه المياه على وجهي وكيف لم أشعر بها؟ وجنتاي مبللتان بدموعي التي لم أكن أعرف أني أمتلك كل هذا القدر منها، للوهلة الأولى لا أخجل من خروجها في حضرة كل هؤلاء الغرباء. أبحث عنك بعيني اللتين لم أستعدهما بالكامل بعد، هممم.. لازلت غائباً.

لم يتبق الآن سوى محاولة التماسك. الخطوات بسيطة، هذه اليد على هذا الحائط.. و هكذا، نعم، خطوة بالقدم اليمنى.. اليسرى.. اليمنى.. اليسرى...

ملكة بدر

8/8/2008