الكوابيس المقيمة تهاجم فجأة وبضراوة؛ على
المقاهي، الأرصفة، مقاعد المترو، و تخرج من شروخ الجدران التي تستند عليها. وقد تتجسد المأساة ببساطة في اشتباك حرف النون بالوردة المرسومة على تورتة
خيالية، تحضّرها امرأة تعيش بين ميتتين لا تختلفان كثيرًا عن الواقع.
الكوابيس السابقة، تهدم الفكرة الأساسية للمادة، فهي لا تفنى، لكنها تستحدث من العدم، وكلما ظننت أنها "غارت" دون رجعة، تفاجئك كمهرج سخيف ينبثق من علبة مهجورة، أو شارع مررت فيه مرة، أغنية ما تحمل معاني ضحلة، رائحة أو "لازمة كلام"... تذكرك أن "ثباتك الانفعالي" وهم، وتثبت أن المهرجين ليسوا مضحكين على الإطلاق، بل مثيرون للرعب.
Photo: Laura Brown (starred by: Julianne Moore) in The Hours
1 comment:
ذلك الذي انبثق من علبة مهجورة ، او يختفي في شارع جانبي قد تكون مررت مرة منه، ليس بمهرج ، انه عفريت العلبة ، و شبح الشارع المهجور، الكوابيس لا تظهر الا عندما نتذكرها ، نحن نعيدها للحياة بتذكرنا لها ، نمد لها بحكينا عنها، نعطيها الحياة بأخبار الاخرين عن كوابيسنا ، فتتحول الي رؤي ، و كلما حكيناها كلما قاربت للواقع ، قد تصبح حقيقة ، تلك الكوابيس ، يجب ان ننساها ، ان ندفنها ، لا هي ليس حية لكي نقتلها، هي ميتة بالاساس ، ندفنها بلا شاهد لقبرها ، و ننساها ، و نبتعد عنها ، فلن نعود اليها ، ولن نتذكرها ، لاننا لو تذكرنها ، ستعود ، وستقيم بين الشقوق، تنتظر ذكرها مرة اخري لتقوى ، و ما ان تدب فيها الحياة حتي تهاجمك ،علي المقاهي ، الارصفة، مقاعد المترو، تنفجر من علبة قديمة،تخرج من زاوية مظلمة لشارع جانبي مهجور لم تمر منه من سنين،و لو استمرئت ظهورها و استسلمت له ، ستطاول و ييتعاظم انيابها ، و ستحولك لجسد به غذائها ، ستمتص دمائك بين وجابتها، و لن تقضي عليك و تنتهي منك ، تلك الكوابيس تستمع بصوت الامك ، و تنتشي بأنينك ، صراخك سيزعجها ، فلا تهاجمك بضراوة ، تأتيك زاحفة تدريجيا، الألم يتصاعد حتي تعتاده، ولا تتركك ،
فقط تنتهي منك
فتقتل نفسك في النهاية
ليس لانك لا تتحمل الالم
بل لانها تركتك فبت تعيش بلا الم
Post a Comment