Tuesday, January 29, 2008

جتكم القرف مليتوا البلد

إيه اللي يمنع إنك تروح لحد بعينه عشان تخرج كل المرارة اللي جواك وتقول له قدام كل الناس وفي وشه

أنا بكرهك من كل قلبي؟

طيب أنا أفهم اللي يخاف يروح يبوح لحد بحبه يكون مكسوف عشان مش عايز اللي بيحبه يشوفه بنظرة غلط او يقل احترامه ليه

انما واحد انت بتكرهه وبتتمنى حقيقي لو مكنتش عرفته وإنه يتلاشى من على وش الأرض

أو حتى تتلاشى إنت نفسك علشان ما تضطرش تتعامل معاه

هتفرق معاك ايه لو رحت وبكل قوتك وخنقتك منه تقول له أنا بكرهك؟

هتخاف على زعله مثلا؟؟

هتخاف على صورتك قدامه؟؟

مبررات واهية وحجج فارغة كلها بتواجهك بحقيقة بسيطة وواضحة تماما

إنت جبان

ومع إنك عارف تماماً إن هييجي عليك يوم كمان 10 سنين

وتسأل نفسك سؤال أمرّ من كرهك الأولاني

أنا ليه لما كان عندي فرصة أخرج كل اللي جوايا مخرجتهوش؟

وليه لما كان ممكن أزعق سكت؟

وليه لما كان وقت تخليص الحق سبت الليلة كلها ومشيت؟

هو أنا ضعيف؟

هترد عليك نفسك وتقول: لأ مش ضعيف

هو أنا كنت لسة بلتمس لهم العذر؟

هترد برضو وتقول: لأ لأنهم استنفدوا كل اعذارهم عندي

وهتفضل في نفس الدايرة

لا انت خرجت اللي جواك

ولا عرفت السبب

ولا بطلت تكره

ولا هما بطلوا يكونوا موجودين في الدنيا!

Thursday, January 17, 2008

هلاوس ملونة

(1)

عن الأبيض..الذي يكرهني ولا أكرهه

لم يحدث قبلاً أن كرهني لون كالأبيض. يفزعني بوجوده الثقيل على وجوه أعلم أني لن أراها ثانية بعد زيارته لها في المرة الأولى. يرتفع مرفرفاً فوق رايات الاستسلام فيذكرني ببعض ضعف لم يغادرني إلى الآن. حين لا أتوقعه يأتي فيغشي عيني، يجبرني أن أسقط دون أن أكون متأكدة تماماً من الأرض تحتي، وقتها فقط يخبرني أني مازلت "أحتاج" لآخرين.

و أعترف أن ما من شيء يخيفني أكثر من صفحة بيضاء تنتظرني - في هدوء بارد - أن أسودها بأشياء ليس لها معنى. تستفزني و قبلي تستفز ماردي الذي يتخذ رأسي ملاذ له. يتحداني بتشفي من يضع إصبعه فوق الجرح. هو يعرف أن ثقتي بالأبيض قليلة ، و تكاد تنعدم بكلماتي التي قد تشوهه لذا ينتظرني عند بداية كل صفحة جديدة، و عند أول كل سطر لم ألوثه بعد. يبدأ بالهمس الخافت ثم يتعالى صوته حتى يصل إلى الصراخ. يواجهني ماردي بأسئلة وجودية غاية في التعقيد، كلها حول شكه في قدرتي على ملء تلك الفراغات، و بصمتي أجيب، فكيف أجرؤ في النهاية على أن أفكر وأمنطق الأشياء وأجرؤ بالإجابة أمام مارد؟!

يخبرني بهدوء - و ثقة- أني لن أتغلب على سطوة الأبيض، أني مجرد كائن ضعيف كورقة خريفية جافة وشاحبة، أن الأبيض هو سيد الألوان، أقدرهم على الإطلاق؛ عليه تحيا الكلمات أحياناً .. وعليه دوماً يموت أصحابها.

برفق يعود ليذكرني بأفكار قديمة أعرف أني تشكلت بها لفرط ما استوطنتني، يعيدها إليّ الواحدة تلو الأخرى وأمنحها أنا باستسلامي المعتاد مفاتيح مدينتي حتى أجدني في النهاية لا أدري أين تنتهي و أين أبدأ.

ولأنني لا أستطيع أن أتواجد في نفس المكان مع أبيض يكرهني حتى لو لم أكن أبادله ذات المشاعر، أغلق كل الصفحات التي احتفظت بطهارتها و أعيد القلم إلى ماردي كي يكتبني هو - كيف يشاء - على جدران رأسي!

Wednesday, January 09, 2008

مسببات أرق

هؤلاء الذين غادروني

و غادرتهم

كفنّتهم في توابيت الزمن،

رميت بالشراشف السوداء

فوق كل مرآة

قابعة على أي جدار

ونصبت لكل منهم سرادقاً

كنت فيه أمد يدي إليّ

كي أتلقى مني العزاء

لم أبكيهم

و بكيتني ...

لماذا إذاً

- بعد كل ما فعلت -

مازالت سماواتي

تعج بأشباحهم

كل ليلــة ؟!
Painting: Black land, ghost sky by Regina De Rozario