لماذا يأتي كل شيء متأخراً؟
بعد أن يكون الزمان قد عبث بنا حتى مللناه و ملنا.. يأتي أحدهم، برفق يربت على و جنتك و يذكرك ببعض أمان افتقدته طويلاً حتى لم تعد تفتقده. يأتي هكذا ببساطة و بمصادفة هزلية جديرة بفيلم رومانسي خيالي. يبدأ في تذكيرك أولاً بكل ما لم يكن لديك، يذكرك بالحب، بالأمان، بالدفء، بالحرية و بالسعادة. بنفس الرقة و البساطة يضعك أمام حقيقة صغيرة : أنت تحتاج إليه لأنه كل شيء لم تعشه من قبل .
"لماذا الآن ؟" سؤال صغير أيضاً، يمنحك تهمة التشاؤم عن سبق اصرار لكنك في المقابل لا تمنحه صك مغادرة رأسك أبداً .
الذي يعرف معنى أن يكون أنت قبل أن يكون هو أصبح أخيراً لديك، جوارك، أقرب إليك من الجميع لكن لماذا لم يكن هنا من قبل؟ لماذا لم يأتِ قبل كل الانكسارات؟ لماذا كان مجيئه بعد أن مر كثيرون على جسدك حتى لم تعد تميز آثار أقدام من لمن؟
بعد أن خسرت كل شيء جاءت لك الدنيا بكل شيء، أيكون هذا هو الشرط؟ هل يجب عليك أن تكون (صفراً) كي تسمح لك بقية الأرقام بمجاورتها أو الاحتماء بها؟
نسيت (أنت) الذي كان قبل كل ما فات، كيف كان شكله؟ هل كانت له ذات العينين الحزينتين حتى وقت السعادة؟ هل كانت أطرافه ترتعش طوال الوقت في برد خائف لا مبرر؟ هل كان جسده يلتف حول بعضه فلا يسمح لآخرين بالاقتراب أو اللمس حتى بحب؟
الآن و لديك الفرصة لكي تخرج كل ما وأدته صمتاً من قبل تجد الكلمات قد هربت، تتجلى لك فكرة اللا فائدة أمام كل ذكرى تود أن تقتلها حديثاً و ثرثرة. تصمت في حضرة أعوام الانتظار، بينما تلومك الدنيا لأنك فاقد القدرة على اغتنام الفرصة، تماماً كمن يتسبب في بتر أطرافك ثم يهديك قفازاً يحميك من برد !
11 comments:
أظن أن علينا أن نعتاد ضربات القدر هذه، الدنيا دنيا وهذه حقيقة مسلم بها والله قد خلقنا في كبد ليختبر صبرنا ، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم ، عدت من جديد للنمطية ، لكني أرى الكلمات مناسبة
أعجبتني هذه العبارة
بينما تلومك الدنيا لأنك فاقد القدرة على اغتنام الفرصة، تماماً كمن يتسبب في بتر أطرافك ثم يهديك قفازاً يحميك من برد
وهي صياغة موفقة للمثل العامي الشهير يدي الحلق.. مع تجنب نسبتها إلى الله
دمت بخير
بينما تلومك الدنيا لأنك فاقد القدرة على اغتنام الفرصة، تماماً كمن يتسبب في بتر أطرافك ثم يهديك قفازاً يحميك من برد
في حد ذاته رائع أنها رضت عنك وأعطتك القفاز
فمن ليس لهم هذا القفاز يتساقطون وجعا
فبوسي ايديكي وش وظهر يابنتي
:)
الاطراف المبتورة تنزف وأكثرها ألما دون قفاز في ليلةٍ ذات برد
دمتِ بخير ياجميلة وربنا يسعدك دوما
ممممممممم ...جمــيـــلة ..جــدًا
.
.
هيا الحيـاة كده، بتعلمنا إن مفيش جنة من غير نـار ، المهم نستثمر اللحظة الحلوة كويـس، ساعتها أعتقد ممكن ننسى أي ألم ومرار ، ممممممم ، ويمكن لو مكنش حصل ماكناش حسينا بروعة ما بعده !!، على طريقة الأبيض والأسود ...
.
.
على فكرة الموضوع ده وأنا بقراه افتكرت رواية كده كنت قريتها و .... ولا باااش
.
.
تحياتي برضوووو
و كأنك هي الزهرة البردانة
كتير صرخت.. الدوا لازم يكون عند العيان مش في الصيدلية.. و لازم دلوقتي مش بعد شوية
لكنه يبدوا و بالرغم من كل هذا، أنه لو أتي في غير موعده - ذلك الذي يبدوا كاذبا - سيفقدنا ذلك الشعور بالاشتياق/الخلود
و كأن أحدهم يحاول أن يخبرنا شيئا لن نصدقه أبدا، و لا نريد
حسنا يا صديقتي
ولأني كنت أفكر في هذه الأفكار هذا الصباح
أحاول موازنة ما أخذته الدناي وما اعطتنيه
لم أحيك جملا بهذا البهاء
لكني أصدق ان كل ما حدث بذات التسلسل ..هو رااااااااااااائع
ليست نصيحة هي نتيجة تفكير طويل
استمتعي بما بين يديكي ..بلا تفكير
كل التحية
طيب انا دخلت امبارح وكتبت ان دنيا اصلها اللغوي من الدنو -يعني الوطيان-دنا يدنو فهو داني وهي دانية
أما دنيا فهي صيغة مبالغة علي وزن فعلي -يعني واطية بالأوي-ومادام هذا طبع الدنيا فطبيعي ان الحاجات تيجي متاخرة فتفقد معناها بالظبط زي مكالمة التليفون اللي كنت هولد وانا مستنياها وما جتش غير لما بطلت استناها
عشان هي دنيا:)
بس تعرفي لما بحاول افكر في الامور بشكل اهدي بلاقي ان اكيد طالما اننا من مكاننا ده مش شايفين كل حاجة فده معناه ان احنا اكيد مش عارفين بالضبط امتي هو المعاد المناسب
وطالما احنا مؤمنين ان في ربنا وان ربنا في جميع الاحوال مش بيعبث وان كل حاجة مترتبة ومتستفة تماما
فاكيد هو له حكمة في ان ده يحصل كدة وهنا ودلوقتي ،سواء بطريقة هزلية اومنطقية .بس هو حصل
معاكي في ان مع كل حاجةبتيجي بييجي معاها خوف اكبر منها
بس التجربة هي اللي بتخلقنا
ماحدش فينا متحمل خدش زيادة بس مع ذلك بنصحي كل يوم وننزل الشارع ونروح ونيجي ونعرف ويمكن ننجرح
بس الاكيد ان كل ده في النهاية له معني
.
.
.مش كدة
وفيما بعد - بالنسبة لى- سيكون ذلك انكسارًا جديدًا يضاف الى القائمة التى طالت
تماماً كمن يتسبب في بتر أطرافك ثم يهديك قفازاً يحميك من برد
صورة جميلة قوي
ختمت الموضوع الرائع
يعني فيه شقين
الشق الأول إن اللي انتا عايزه جالك بعد وقت طويل
والشق التاني إنه لما جه ما بقتش انتا .. بنفس أحلامك وشبابك وصبرك وقوتك وصمودك وطموحك
الأصعب بقى إن إنتا كده كده مابقتش انتا ..لذلك مش هايجيلك اللي انتا
(كنت)
عايزه
!!!!
محمد عادل
موافقاك في كلامك،وده مش اعتراض قد ماهو مجرد تعجب
شكرا لوجودك هنا ومنور :)
نهى
ببوسها والله كل شوية :)
متقلقيش يعني
أنا لسة محوشة القفازات حتى لو معنديش صوابع!!
منوراني يانهى كتير
إبراهيم
برضو موافقاك، بس ليه ساعات بتكون جايبة لنا حاجات كتير حلوة المفروض نحسها ومبيحصلش عشان فقدنا القدرة على الاحساس؟
يمكن حالة مؤقتة
يمكن..
مفيش مشكلة في الرواية،انا كل ما بشوف حاجة اساسا بتفكرني بيها مش مجرد تدوينة وكلمتين!!
ومنور برضو :)
مصطفى
واكتشفت انا ان الدوا أوقات لا بيكون في الصيدلية ولا عند العيان
فين بقى بيكون وقتها؟
متسألش!!
يمكن عدم ثقة في هدنة الأحداث معانا!
بحس ان فيه حاجة غلط لو ملقيتش ردك على تدوينة على فكرة
منور يافندم :)
هدى
حمد الله على السلامة يا بنتي
ايه الغيبة دي؟؟
شوفي
أنا ما أنكرتش لحظة إنه رائع ومش هيحصل اني انكره
بس سؤال يعني،حاجة كدة زي السخرية بتاعة الروايات والمسرحيات
اما ييجي النور نفقد احنا عنينا ولا يرجع لنا البصر النور يقطع تاني!!
حلوة اللعبة دي؟؟
وماتقلقيش انا بستمتع بما بين يدي وكأنه هيخلص بكرة :)
دمتِ بحب ومنورة
كاميليا
كدة، جدا يعني! :)
بحب جدا أشوف اسمك هنا،وكعادتك منورة و جدا يعني برضو :D
احمد
برضو حمد الله على السلامة
بس الضربة اللي مبتكسرش تقوي
المهم هتقوينا ازاي وهيبقى بعد كام ضربة؟!
منور :)
مصطفى
متشكرة كتير ليك يامصطفى
وخليك دايما منور المدونة بردودك الرقيقة دي :)
حامد
المرة دي حمدالله على السلامة كتير جدا جدا بقى كل دي غيبة ياراجل؟؟
عموما
عندك حق
بس نظرا لحاجات كتير قوي
ممكن نأقلم اللي احنا كنا عايزينه باللي بقينا محتاجينه دلوقتي وممكن نلاقيه بشوية بحث وصبر
يمكن نصلح شوية حاجات فاتت و نكمل حياتنا زي ما احنا عايزين مش زي ما هي ماشية مع نفسها كدة
حقيقي منور بس يارب مترجعش تختفي تاني :)
:(
للأسف التدوينة دى بتفكرنى بيا
وبحد عزيز عليا جداً
بالظبط بكل كلمة فيها
بعدما تموت تيجى وتديك الدنيا فرصه للحياة بس فرصة متأخرة علشان كده مضطر غصب عنك تضيعها من ايدك
:(
تسلم ايدك ع الكلام الجميل ده
Post a Comment