Saturday, March 17, 2007

عن زهرة وقطعة حلوى

...

هو يوم ما من الأسبوع الطويل،أقرر بلا مبرر أن أعود سيراً.المطر مذبوح أرضاً تمتليء به ثغرات الأرض وعثراتها. أمضي بخطى شبه مستهترة غير عابئة بتحول أطراف ثيابي للون طيني قاتم.أتعمد أن أتمهل فوق جسر لايبدو منه في عتمة الليل سوى انعكاسات المصابيح الضعيفة فوق بقع المياه.أعود لأسرع في خطواتي بعد انتهائه،أعبر الطريق متحدية وأفكر في خاطر كئيب عن حال هؤلاء الذين تحتضنهم السيارات لحظة ثم تطرحهم أرضاً من جديد.أعود لأتنقل بين ملامحي بتعبير قوي دون فرشاة أو ألوان "أنا لست ضعيفة".." أنا لست ضعيفة ".."أنا لست"!

أتوقف فجأة،شعور عام بالانهاك يشمل أجزائي،أنظر إلى جانب الطريق بانتظار شيئاً يحملني،على الأقل أعرف أن في ذلك العالم ما يستطيع.طويلاً انتظرت ولم يأتِ ،أدرك أن الاستسلام للقدر ليس مؤلماً دوماً فأقرر المضي قدماً إلى النهاية.أتسمر لحظات أمام البائعة ثم أقول أخيراً "شوكلاتة". بطفولية أتناولها ببطء غير عابئة بما أسمعه أو أراه.هبوط،هبوط،هبوط ثم صعود مرة واحدة،تبدو لي مسافة طريق واحد وكأنها عمر بأكمله،لهذا السبب تبلى أحذيتنا سريعاً،لكثرة ما تتحمله معنا! أصل لبائع الورد المفضل لدي، لوهلة ألمح انعكاس وجه مألوف جواري فوق الواجهة الزجاجية لكنه يتلاشى سريعاً.أحتفظ بأشكال الزهور المعروضة في ذاكرتي قدر ما أستطيع،أعرف أن وقتاً سيمضي دون أن تواتيني الظروف كي أقف هنا وأتأملهم ثانية.أشعر أني أبدو كبلهاء قررت أن تحدق في مجموعة زهور ليس لها أي معنى وهي تمضغ قطعة شيوكلاتة،لذا أقرر أن أرحل.

أنا سعيدة أن لدي ملايين الأفكار والهواجس والهلاوس التي تصحبني منذ استيقاظي وحتى نومي مرة أخرى،تصحبني في رحلتي من وإلى الجامعة،الطريق يقصر دائماً حين يكون لديك صحبة.أصل لوجهتي أخيراً ،أرمي الكتب على أول مقعد يقابلني وأذهب لأعد شيئاً ساخناً يدفيء يديّ الباردتين بينما أحاول في استماتة مقاومة شيء يتسلل داخلي. أهدهد نفسي و أردد بصوت خفيض " أنا لست حزينة "..

6 comments:

إبـراهيم ... said...

طبعًا أنـا لاااااازم أكون سعيد بالمرور الأول من هنــــــــا

مممممممممممممممممممممم

وأقول لك جميل إن الواحد يكتب بالطريقة الجميلة دي .....

حقيقي عشت معاكي كل لحظـة

.
.
أقول لك حاجة ، أنا هقراها تاني

سيدوفسكي said...

سلام عليكم

ازيك يا رفيقة

ميزة خواطرك يا ملكة - بالنسبة لي - أنها بتخلي الواحد يشعر معاها بالمشاركة ، على الرغم أنه مش بيبقى فاهم بعضها اللي أكيد له دلالات عندك

بالمناسبة .. للوهلة الأولى ظنيت أن الانعكاس على الزجاج ده وجه مذئوب !! .. وقلت بقى الخاطرة هاتقلب رعب والا ايه .. بس شوية ونفضت عن رأسي هذه الخاطرة الغريبة


عموما يا ملكة .. نستخلص من الخاطرة دي حاجة .. أو حالة عامة .. هى السرحان ، يتخللها بعض الأحداث اللي بتقومي بيها بفتفوتة ذهن .. اللي مشغول بدوره في الأفكار والهواجس والهلاوس على حد قولك

بس لا تقلقي .. كلنا هذا "الرجل" .. مع مراعاة ما بين القوسين كالعادة

shady said...

بحب اقرا حاجتك جدا .. أجمل ما في الخواطر أنها لو تركتي لها العنان فعبرت عن نفسك بلا حرج أو حدود .. وتركت القلم يرسم ملامح روحك علي الورق ان الصورة ستخرج صورة روح لا صورة وجه وصورة الروح أجمل مهما كان جمال الوجه

لا زلت أتمني قراءة عمل قصصي او مقال رأي قريبا

انا بعت لك علي المايل

هدى said...

على عككس ما فعلت ..استقبل خطواتي في المطر بتلك الجمله "انا لست حزينة"

لانهي رحلتي التي غالبا ما لا تصادف الشيكولاته او الورد وتبقى مربوطة بالوجه النعكس على الزجاج

وانا اردد
"اني حزينة حقا"

شكرا لرقة كلماتك

مَلَكة said...

ابراهيم
المرور الأول والدائم
الواحد مش عارف يودي جمايلك دي كلها فين يافندم
معاك شنطة زيادة طيب؟:D

متشكرة بجد لكلامك الجميل ده
وتحياتي ليك


مهاب

الحمد لله بخير يارفيق
لعلك بخير يا سيدي

فتفوتة ذهن
عاجبني اوي التعبير ده
بس لعلمك انا اعتقد ان الفتفوتة دي هي اللي بنمشي يومنا كله بيها
ونادرا اما بنستخدم اكتر منها

مشكرة لكلامك وردك،نورت

مَلَكة said...

شادي

مش لاقية كلام بجد عشان اشكرك بيه يا شادي،جميل اوي ان حد يقراك ويكتبك

وايدي على كتفك ادعيلي بقصة ولا بمقال ولا بأي حاجة بدل ماانا زي التاجر المفلس كدة

نورتني وتسلم الايادي على الرد الحلو ده


هدى

هو في العادي الناس هتقولك
"مش مستاهلة"
بس انا هنا هقولك
"مستاهلة ومستاهلة اوي كمان"
على فكرة مش لازم تلاقي في طريقك كشك بيبيع شوكلاتة عشان تشتريها
دوري عليها كويس وانتي تلاقيها
ده لو انتي عايزاها بجد

تسلمي ياهدهود على ردك الرقيق ده