Wednesday, January 31, 2007

ثقب الروح

رفاهية التعري ليست ضمن ممتلكاتك البسيطة،ففي التعري يصبح الجسد عادياً والنظرة الأولى هي الاهتمام/الدهشة/الصدمة الأخيرة.كل الندوب بعدها ستغدو طي النسيان،حتى انسيابات الجسد المرنة الناعمة ستكون وكأنها لم تكن .

في التعري يصبح الجسد لا مبالياً،مستهتراً بكل الأشياء،و هاهو كل ما لديه،مم سيخاف؟ التعري كالتواري كلاهما لم يعد يفيد أو يعيد ما كان،كلاهما يغدو عادياً حين يصبح مُعتاداً.هل كانت الفطرة في التعري أم في الاختباء؟!ربما بدت لك فكرة أن تتوارى خلف الأشياء أنيقة إلى حد ما في إحدى الليالي،بل ربما كان ذلك أكثر من اللازم، إلى الحد الذي جعلك تستهويها فتقرر أن تتبناها كلية. الآن أصبحت لا تتصور كيف يمكن لك أن تزيل كل ركام التواري عنك كي تتعرى من جديد!!هكذا ببساطة..وكما بدت الفكرة الأولى للاختباء أنيقة،ستبدو لك الثانية بأن تعود لفطرتك الأولى مستهجنة للغاية.

بعد سنوات طوال،سيجلس أحدهم في وحدته ليفكر-كونه أحد هؤلاء الذين أورثوا استهجان التعري وأنشئوا على الاختباء خلف طبقات عديدة-ما كان احساس الأولين بالتعري؟ما كان يضيرهم إذن طالما لم يكن لديهم شيئاً يختبيء؟ بمحاولة بسيطة منه سيكتشف الحكمة الأخيرة؛أجزاؤه المتوارية هي التي تؤلم أكثر،وما يمنحها القدرة على الألم هو تعري الأخرى.ماذا لو ظل كما كان متوارياً بالكامل؟وماذا لو لم يعرف سوى التعري طوال حياته؟

إنه يعرف أن لا مجال للعودة وعليه أن يتعايش كالثقب،يخترقه كل شيء.وكما تدخل الأمطار الثلجية منه،يتخلله ضوء صباح حار فلا هو عارٍ تماماً ولا هو متدثر بدفء.أما الأدهى ففي كونه لم يعد يميز أي من أجزائه تؤلم أكثر؛ تلك المختبئة أم العارية!

2 comments:

Anonymous said...

سعدت بوجودي بيت تلك الحروف والكلمات هي اصدق ما قرأت الي الان في المدوناتختي لااكون كاذب
مجهود مشكور ارجوا التركيز علي اعلاء هذة القيم

مَلَكة said...

شكرا جزيلا لزيارتك ولردك الرقيق
اتمنى اشوف ردودك هنا دايما ان شاء الله