Wednesday, January 17, 2007

مرحباً / وداعاً

إلى ذلك المنزل الصغير ذهبت،طرقت الباب برفق وفتح لي طفل صغير .. "إزيك،أبلة هنا؟" تركني وذهب جرياً يخبرها بقدومي، جاءتني عند الباب متشحة بالشحوب أدركت علامات دهشتها المختلسة على ملامحها فهي لم تعتد زيارات مني هنا.دخلت حجرة الضيوف أتعثر في أفكاري قبل خطواتي،أرتب ما سأقول للمرة الألف، لم أكن جيدة أبداً في مثل هذه المواقف0
جلست معي لثوان ولم يكن حالي أفضل وقتها فقد ساد الصمت حتى بات لوجوده ثقلاً فوق صدرينا، تركتني قليلاً ثم أتت بالقهوة ،وقبل أن أرتشف منها جاءني أخوها بشربات،وضع الكوب أمامي جوار القهوة وبت في حيرة لا أحسد عليها،لكنني لسبب ما لا أفهمه شربت القهوة وتجاهلت تماماً كوب الشربات رغم كراهيتي لمرارة القهوة. بدت تنتظر أن أنطق،أخذت أسألها عن أحوالها وأعتذر بين جملة وأخرى عن ابتعادي الفترة الماضية،أذكر جيداً تلك النظرة اللامبالية على وجهها مع كل حجة أتذرع بها عن غيابي،أذكر جيداً أني تجاهلت تجاهلها!ـ
نظرت في الساعة ولأني توقعت شيئاً كهذا قبل قدومي،كانت تشير إلى السابعة،ليس لهذا سوى معنى واحد أدركته وقتها؛ أني لم أمكث سوى بضع دقائق فقط وقد رأيت أن أبتدأ في وضع النهايات لتلك الزيارة:ـ
ـ آسفة أني لم أبارك لك الزواج،تعلمين أني كنت مشغولة بالدراسة
ـ الله يبارك فيكِ،ربنا يوفقك
ـ آ..البقاء لله،لا تحزني إن الموت إرادة الله في النهاية
ـ نعم،هي إرادة الله
ـ فلنتمنى أن يرحمه الله و يدخله جناته
ـ الله يرحمه
وحين وصلنا لرحمة الله،كانت أفكاري تصرخ داخلي أن أنهي ما تبقى من هذه الزيارة الواجبة كي أرحل وكفى ما فعلت أو لم أفعل.بقيت لثانية أتأملها بشيء من الحزن والشفقة،لا أعرف لماذا أحسست أن نصف وجهها يبكي وربما ينشج مكتوماً والنصف الآخر بدا لي هادئاً ساكناً مطمئناً. فكرت لحظة في كم التناقضات الذي نحمله باعتبارنا جزء من الحياة ذاتها. في خضم ذلك الصمت جاء أخوها مسرعاً ممسكاً بيده لعبته الصغيرة ويبتسم في طفولة بريئة إليّ،مازال يتذكرني رغم ندرة لقاءاتنا.تسللت بعذر ما لا أتذكره،غير واعية إلى الآن ما الذي كنت أهمهم به إلى أن خرجت من المنزل، لكنني أعرف أن قدماي حين لامستا الشارع،كان شيئ آخر يلامس أهدابي، شيئ تسلل رغماً عني0

5 comments:

إبـراهيم ... said...

أضحك عليكي ، و أرد هنا ، كأول تعليق ، إنتي عارفة حجز الأماكن ( لا سيما الأولى ) مش سهل ، كده أبقى اسمي (الأول ) ف التعليق عند ملكة ، وده ف حد ذاااتياته إنجاااااااز


ولا عند سعادتك رأي تاني !

هل الفكرة كانت أكثر سيطرة عليكي من المضمون الأدبي ، ولا أنا اللي مش مسنسيغ أصلاً فكرة القهوة مع الشربات !!!!
حياتنا مليئة بالتناقض ! ، لكن ياريتها كانت بمثل هذا الوضوح
ربما أعود !!!!


أحييك أيًا كان ما تكتبين يا مَلَكَــــة :)

متِ بهذا الألـــق

Anonymous said...

طيب ، مادام وشي حلو عليكي كده ، ومحدش عدى من بعدي فأحب أقول لك :

مين فينـــا جاي مرســاه .. مين رايح
لاحــظــة مـيلااااد الفرح ... كان فيه حبيب رااايح !

ولا إيه ؟؟؟
الفكرة اللي بتحاولي تبثيها ( اللي فلسفها نجيب ف حديث الصباح و المساء كما أظن) لم تكن مقنعة ـ في نظري ـ بالدرجة الكافية هنـــا ! ، أعتقد مش هقدر أقول أكثر من كده !!



تحياتي مرة أخرى



.
.
.
.
.
.
.

مَلَكة said...

إبراهيم
لأ معنديش رأي تاني يافندم ولا تالت
وماله؟
هو حد داسلك على طرف؟
رد الرد الاول،الرابع عادي براحتك
نحن نلوي دراع الديموقراطية ها هنا


مش عارفة بصرحة يا إبراهيم

في موضوع الفكرة والمضمون الأدبي أنا لما بكتب بتبقى الفكرة تلقائي بتوضح نفسها من خلال الكلمات فمش عارفة
إذا كانت الفكرة طغت هنا على الأسلوب أو المضمون ولا لأ
وكونك مش مقتنع بيها فده رأيك وأحترمه جداً
بعد كل شيء
المفاهيم الواضحة قد تكون بتلقي بعض الضوء على اللي مش واضحة
عمتاً
شكراً جزيلاً على تعليقك ورأيك يافندم
تحياتي:)

Anonymous said...

العمل يا ملكة جامد جدًا.

يمكن العيب اللغوي الوحيد إللي أنا لاحظته هو إنك بتحطي التنوين قبل الحرف.

يعني بتكتبي (انطلاقاً) بدلا من (انطلاقًا).

ولو بصيتي في المعجم حتلاقي كلامي مظبوط.

الفكرة جميلة وإن كانت تقليديّة.

عجبتني حكاية الشربات والقهوة في نفس الوقت، وكل التناقضات إللي وضحتيها من خلال العمل ده.

النهاية كانت تقليديّة بس عبّرتي عنها كويس.

يمكن العيب الوحيد في العمل كفكرة إنك موضّحتيش بالظبط إيه إللي حصل للأرملة.

عمومًا العمل جيد جدًا أو رائع.

مَلَكة said...

أحمد منتصر

يامرحب يافندم برزيارتك متقطعهاش بقى

تصدق حكاية التنوين دي أول مرة أخد بالي منها بس اوعدك هركز فيها بعد كدة
وبالنسبة للأرملة
فهي اتجوزت وبعدها على طول جوزها توفى
انما انا محبيتش ارغي في ايه مصيرها بعد كدة لأن انا كان هاممني الحالة في حد ذاتها

شكرا على المرور والتعليق يا احمد:)