الأزمة الوجودية هي التي تنبع من
فمك بسلاسة، فيما نصفك الأسفل مقيد داخل صندوق، ونصفك الأعلى مربوط بسلسلة من
بلالين الحوارات الفارغة. كل هذه الأشياء المجردة عظيمة، رائعة، أنت نفسك تختال
ببساطة أمام كل مرآة تمر بك، لكن من أين يأتي الوجود الأعظم؟ من أين تكتسب الأزمة
أهميتها وقدميك لا تطالان الأرض أصلا؟
على وجهك خرائط الفشل، وتجاعيد
بسيطة لانتصارات صممت على الاحتفاظ بها كتذكرة بدلا من نذالة الأيام، الندبات
الصغيرة تشي بكره عميق للذات، واشتعال وجهك بالألم يعكس حرقة القلب التي تصمم على
أن تشكو منها لعديمي الوجوه.
في المرات القليلة التي استيقظت
فيها ووجدتك نائما على غزال وليد، كانت الشمس تنأى باشمئزاز عن النافذة، وتذهب
لتوقظ جارتك التي تستيقظ دائما على زوجها بين ذراعيها، وابنها المزعج يكسر شيئا ما
بالمطبخ. الغزال لا يئن، لا يتحرك، الغزال ولد أصلا ميتا.. وجارتك تترك ابنها يكسر
كل شيء مقابل لحظات مختلسة صباحا ربما تفرز غزالا بين قدميها بعد بضعة أشهر.
كل هؤلاء المرضى المدعين بنفوسهم
المتقيحة وكلماتهم الملتوية التي يصفق لها الجهلاء لأنها تبدو معقدة ومهمة بشكل
ما، يرحبون بك وبوجهك المشتعل وغزالتك الميتة وبلالينك البيضاء من غير سوء. تمعن في
المشهد، واستمتع.. أشياء مثيرة على وشك الحدوث.
3 comments:
ووو !
جميل أوي، طريقة رائعة في الكتابة :)
تعرفي انك فعلا غير
أنتى عظيمة !!
ملحوظة : الأكاونت ده عملته علشان أكتبلك تعليقات :)
Post a Comment