Friday, July 18, 2008

هلاوس ملونة

2- عن أزرق ينـتظرني بـحب

أتوق إلى مغطس كبير أزرق، أكبر مني، يبتلعني حتى منابت شعري، يغسلني بمياهه المغرقة في رائحة التفاح . من حولي ليس هناك من ضوء سوى رقصات شمع على الجدران، في الخلفية أجمل صوت يشتاق إليّ منذ زمن ..ثم الصمت.

أزرق لون الصمت.. هكذا أعرفه. لماذا أزرق؟ لأنه شفاف، رقيق، حزين نوعاً و صعب الالتفات إليه إلا بعد تمعن. لا أعرف تحديداً كيف أصف الأزرق لأعمى، أو كيف هو الصمت لإنسان مدني لم ير الطبيعة إلا من خلال نافذة أتوبيس يسبب له دائماً آلام بالمعدة.كيف عرفت أن الصمت أزرق؟ لأني أحب كليهما.

بدأت أحب أمنياتي. تمنيت من امرأة لا أعرفها ذات يوم منزل أبيض نوافذه زرقاء. أعترف أني انتظرتها طويلاً حتى أتت لي بنصف الأمنية الأول : البيت. فرحت كثيراً - فرحت بتعقل كعادتي دون صراخ أو قفز بالهواء أو احتفالات.. فقط بتعقل مقيت - تركتني مع البيت وهي تقول :"ليس كل ما يتمناه المرء يدركه". تجاهلت كرهي الشديد للجمل المعلبة التي يسهل طبعها على أغلفة الكراريس الخلفية. تجاهلت حقيقة أنها تركتني في منتصف كل شيء كالبلهاء أنتظر منها تكملة ما بدأته وهي تودعني بيدها المنقوشة بأحدث صيحات الألوان. تجاهلت رمادية واجهة البيت وانعدام الأخضر حوله.. لكن التجاهل لم يسعفني حين اكتشفت أن النوافذ ليست زرقاء.

أعرف أني لن أتخلى عن البيت من أجل "سبب تافه" كانعدام زرقة النوافذ. لن أنكر جميل الساحرة المودرن التي أهلكتني وأهلكته معي من أجل بيت يشاركنا فيه الجيران بحميمية وتطفل. أعرف أني لن أتمرد على البيت لأنه ببساطة الوحيد المتاح ولأنني بالتدريج بت أحبه . ما أعرفه يقيناً أن زرقة النوافذ لن تترك مخيلتي وستظل تراودني عن نفسها إلى أن أحقق أمنيتي تلك. ساحرتي القديمة قد زودتني بنصف الحلم فقط بعد عناء... الآن - أو غداً- ربما أستغل واقعي معه كي أحقق النصف الآخر.. ولتنتظر النوافذ بيضاء إلى أن تلونها ريشتي كما يحلو لي.

14 comments:

حاتم عرفة said...

يا سلام يا ملكة
انتى فعلا بتعبري عن مشاعري بريشتك بالمللي
أي نعم أنا عندى حل بسيط جدا لمشكلتك
بس مش دايما بعمله بسهولة
عاوزة مغطس أزرق كبيييييييير
يا سلام
البحر عندنا مفتوحلك أربعة وعشرين ساعة
جربي تندمجي فى ألوان الطبيعة وتسيبها تلونك بريشتها ساعتين بس
وشوفى ألوان روحك هاتبقى عاملة إزاى بعدها
سيبى أزرق البحر .. وأزرق السما
وأصفر الرملة .. وأصفر الشمس
يلونوكي
و انتى تنسي الدنيا ومافيها..
(فقرة إعلانية لشط إسكندرية)
أوعى تفوتي الفرصة..

تحياتي

ســمـــر احمد said...

الازرق ترنيمة وسطى
رحيل من الاخضر الحنون
الى الاسود المسكون
بالف ظل لا يتبعنى
وصوت / لون / حنان فيروز المودة
يداعبنى
حين اغادر سفينى المبحر
بلا مجداف او صار
نحو كحل عيونه الداعى
والابيض المنثور هناك
قرب شاطئ يتلاشى
حين
اودعه
و انا مغمضة القلب
لانى ...
انزف
فيشكل النزف ... جورية
تراقص الازرق المفتون
فتصير بنفسجات العمر
لحنا يترقرق

***
الرائعة ملكة
محاولة ان اشاركك التلوين

محبة

Anonymous said...

أنتظر الأزرق منذ....الأبيض

ربما لأنها تعرف أن داخل البيت دائما أكثر أمانا
ربما لأنها تعرف أنه سيشاركها فيه السكن والسكينة
ربما لأنها تعلم أن الواجهات الجميلة الملونة البعيدة عن الرمادي لا تعكس دفء الداخل بالضرورة
ربما لأنها تعلم أن ذات العصاة الذهبية لن تنس أن تترك تحت وسادتها فرشاة وعلبة ألوان بها كثير من الأزرق والأبيض تستطيع أن تملأ بهما العالم

لواحد منهم أو لكل هذه الأسباب
في النهاية ربما لا تتذكر سوي أنه بيتها وأنها تحبه

shady said...

انا علقت علي النص بالتفصيل قبل كده بس حبيت اثبت حضور بس يافندم

في حاجات معلقتش عليها زي اختيار اللون الازرق .. حبيت الاختيار دا .. حبي للاختيار دا كان لاسباب منها الشخصي زي حبي للون نفسه وارتباطي بيه في حاجات ليا ولاسباب عامة شوية من ارتباط الأزرق بالخيال بشكل عام زي لون السما البحر .. الخ وارتباطه بالشجن احيانا (لاحظي اني قلت الشجن مش الحزن ) .. دا كله حببني أكتر في النص بس مينفعش نقد ادبي مفيد

طبعا قلتلك برده علي موضوع البانيو (احم .. ربنا يوفقنا كلنا للبانيو دا )

للمرة المليون .. نفسي اشوف لك قصة من مدة يا ملكة .. نصوصك جميلة بس انا عندي امنية شخصية انك تكتبي قصة

شكرا علي النص والنقد

علي فكرة حطيت أنا نونو عندي علي البلوج

محمد مصطفى said...

صح
أحييك على النص يا ملكة
تحياتي

Rana Omar said...

الله عليكي لما يبقى مزاجك رايق ياباشا

وأنا أيضا أبحث عن نفس الشيء
أبحث عن ذلك الأزرق اللامتناهي حيث أذوب وأنصهر ولا أجد فقط إلا روحي
تحلق

شكرا يا ملكة على بيت الحلو اللي انا عشت جواه

رانا

Unknown said...

ولية بس خليكي جمبنا متروحيش لعالم تاني
كل ودي وأنتظر زيارتك الميمونة لمدونتي المتواضعة

إبـراهيم ... said...

أيتها الشـاعرة ....
كم هو جميلٌ الحلم الذي ترسمينه، وتتعايشين معه هنا يا مَلَكَـة ... بين الحلم والشعر والواقع ، سيظل لكتابتك تلك الروح التي تعبرنـا كنسيم عليل (مش عليل قوي يعني) في عز الحـر ده
***************
بخرّف كالعادة !
بس عجبني قوي عودتك للنص الذي أحبه (وكلها كذلك) سيدة العصا، وعجبني قووووي دمج الواقع مع الحلم الشـاعري المرهف، وفكرت ف بيت .. وبلكونة .. وحب .. وورد .. وعصافير
وهقول :
ستفاجؤكِ أحـلامك ..بالتحقق
يااااارب

لكِ السعادة كلها

Anonymous said...

هاي ملكه انا جاليو كلامك جميل بس مش لاقيه كلام يوصف قد ايه هوه بيلمس حاجة جوه الواحد بتختفي ساعات وتوه جواه

Anonymous said...

كتابتك باستمرار بتاخد شكل انساني بحبه جدا

اتمنى توصلي للشكل اللي بتتمنيه
واشوفلك كتاب جميل قريب

Unknown said...

هي المرة العاشرة التي اقرأ فيها هذا النص
والمرة الاولى التي استطعت ان اترك اثرا عابرا فيه

كنتن اقول في مديح الازرق الكثير
فانا برج حوت
وهو برج مائي
والماء يحمل صفتين ادعي اني امتلكهما
اعمق
وازرق

ولكن هذا السرد الازرق الذي شاهدته
يتطاول على المديح
واقول شاهدته لانكي بالفعل
صورتي مشهدا سينمائيا بالكلام
او رسمتي بالكلام

شكرا على هذه الزرقة الباهرة

مَلَكة said...

حاتم عرفة

انا فعلا واحشاني اسكندرية الشتا بقالي سنين مروحتهاش وهي فاضية ب ما افتكرش هنزل البانيو اللي هناك... مش هرتاح فيه زي بانيو النص ده

شكرا لردك يافندم وللاعلان بتاع اسكندرية ده


سمر أحمد

عارفة أحلى حاجة بحبها في التدوين كله إيه؟
لما حد يقرا حاجة هنا و يتفاعل معاها لدرجة إنه يكتب نص جديد أحسن من اللي قراه بكتير بعدها
روح الأزرق بتاعك شفافة وجميلة وموحية
كل التحية ليكي ومنوراني :)


كاميليا

والأخير سبب كافي جدا
ولو نسيت هي تحط علبة الألوان تحت المخدة فمكتبات سمير وعلي موجودة ماتقلقيش :)
واحشاني ومنورة


شادي

الظاهر البانيو والراحة بقم مطلب شعبي عام..ممكن نطالب بإن الحكومة تدعمه للشعب المسكين ده خليه يرتاح شوية من هم الدنيا
أما القصة فأنا كمان نفسي أكتبها بس مش عارفة ملهاش مكان عندي ليه؟ يمكن بكسل اكتبها وبستسهل الخواطر زي ما قلت بس ربنا يسهل واكتب واحدة قريب ان شاء الله
هبقى أشوف النونو بتاعك ده ومشكرة لزيارتك يافندم :)



مادو

مرحبا لك في كل وقت يا شاعر :)


رانا

ربنا يرزقك بيه يا اوختي :)
منورة وماتغيبيش عن المدونة

مَلَكة said...

كاتب مصري

انا موجودة اهو
ان شاء الله ازور مدونتك وتحياتي لك

إبراهيم

إن شاء الله كل الاحلام تتحقق
شكرا لزيارتك ومنور

جاليو

لما تختفي حاولي تدوري عليها وترجعيها تاني
المهم ماتضيعهاش منك للأبد يعني
منورة يا هبهوب ومتغيبيش كتير


مصطفى

وردودك الجميلة بتشجع على الاستمرار في الكتابة
شكرا لك يا مصطفى وربنا يسمع منك :)


المنفي

تسعدني كلماتك وقبلها زيارتك الجميلة
حقيقي شكرا ليك.. ومنور المدونة بمرورك :)

Shereen said...

ما أروع وصفك لأنصاف الأحلام... والفرح المتعقل... أو المبتور لتحقيقها... يا فتاة... لقد وضعتى مسميات لأشياء طالما أحسستها ولم أطل الآنشغال بها لأعطيها اسما... أوتعرفين؟ حتى عند بلوغك حلم شبابيكك الزرقاء... ستدركين أن فرحك سيظل مبتورا... لأن عقلك تعدى حلم النوافذ الزرقاء الى السيارة الفضية الآخر موديل... والفرح المبتور هذه المرة ستكون بطلته الفيورا الصفراء المخدوشة!