(1)
عن الأبيض..الذي يكرهني ولا أكرهه
لم يحدث قبلاً أن كرهني لون كالأبيض. يفزعني بوجوده الثقيل على وجوه أعلم أني لن أراها ثانية بعد زيارته لها في المرة الأولى. يرتفع مرفرفاً فوق رايات الاستسلام فيذكرني ببعض ضعف لم يغادرني إلى الآن. حين لا أتوقعه يأتي فيغشي عيني، يجبرني أن أسقط دون أن أكون متأكدة تماماً من الأرض تحتي، وقتها فقط يخبرني أني مازلت "أحتاج" لآخرين.
و أعترف أن ما من شيء يخيفني أكثر من صفحة بيضاء تنتظرني - في هدوء بارد - أن أسودها بأشياء ليس لها معنى. تستفزني و قبلي تستفز ماردي الذي يتخذ رأسي ملاذ له. يتحداني بتشفي من يضع إصبعه فوق الجرح. هو يعرف أن ثقتي بالأبيض قليلة ، و تكاد تنعدم بكلماتي التي قد تشوهه لذا ينتظرني عند بداية كل صفحة جديدة، و عند أول كل سطر لم ألوثه بعد. يبدأ بالهمس الخافت ثم يتعالى صوته حتى يصل إلى الصراخ. يواجهني ماردي بأسئلة وجودية غاية في التعقيد، كلها حول شكه في قدرتي على ملء تلك الفراغات، و بصمتي أجيب، فكيف أجرؤ في النهاية على أن أفكر وأمنطق الأشياء وأجرؤ بالإجابة أمام مارد؟!
يخبرني بهدوء - و ثقة- أني لن أتغلب على سطوة الأبيض، أني مجرد كائن ضعيف كورقة خريفية جافة وشاحبة، أن الأبيض هو سيد الألوان، أقدرهم على الإطلاق؛ عليه تحيا الكلمات أحياناً .. وعليه دوماً يموت أصحابها.
برفق يعود ليذكرني بأفكار قديمة أعرف أني تشكلت بها لفرط ما استوطنتني، يعيدها إليّ الواحدة تلو الأخرى وأمنحها أنا باستسلامي المعتاد مفاتيح مدينتي حتى أجدني في النهاية لا أدري أين تنتهي و أين أبدأ.
ولأنني لا أستطيع أن أتواجد في نفس المكان مع أبيض يكرهني حتى لو لم أكن أبادله ذات المشاعر، أغلق كل الصفحات التي احتفظت بطهارتها و أعيد القلم إلى ماردي كي يكتبني هو - كيف يشاء - على جدران رأسي!
13 comments:
آه يا قلبي
رغم ان علاقتي بالابيض ملتبسة منذ القدم...لكن الابيض يكره؟؟!!!!!!صعب أن اتخيل الابيض يكره..ويوم ما يكره يكرهك؟!!!!!ذلك اصعب
لكن ان كان ماردك يفعل ذلك حين يستفزه الابيض فليمتلئ العالم بالابيض ولتطلقي لماردك العنان..لتخرجي لنا مزيد من الصفحات الملونة..وما تخافيش من الابيض ابدا رغم كل جبروته -للاسف -شوية تراب ممكن يعكروه
هلاوسك ملهمة بكل الوانها
في انتظار 2و3و4 و5و....كل الالوان التي خلقها الله لانه يحبنا
اه صحيح الصورة عبقرية ...جبتيها منين دي؟؟؟
بعض الكتـابة تشبه الحلم .. الوردي ، مش الأبيض كمان :)
.
.
أعتقد أن لأمل دنقل ثورة على الأبيض ...مختـلفة
الأبيض (بتاع) الصفحة الذي نقلبه سوادًا ، وشكل الصفحة بعد وقبل، والجحالة النفسية بعد الانتهاء من الكتابة/ المعركة ، كأننا خلصنـــا !!، كل ذلك يراودني كثيرًا ، ولكن في كتابات خـاصة ، ربمـا هي (دواخـل) على قولك
لكن هلاوس
صعب قوي
شكرًا ..ملكة
مدونة جميلة
اول زيارم ليها
الصورة رائعةةةة فعلا
- زى الفل
- هلاوس جامدة
-ايا كان رأيك فى اللون الابيض او احساسك بيه
- ده اكيد ويس انه فيه حد بيحس بالالوان
- عن الهلوسة انا كنت مستمتع جدا لحد حتى لو لم اكن ابادله ذات المشاعر
- بعد كده ... يالا بقه المرة الجاية
- بس
كاميليا
الآن لابد وتعرفين كيف يكرهني الأبيض
الذي على أقل تقدير ربما يكون غاضباً مني فقط وواخد على خاطره :)
لكن ليس الأبيض هو ملهمي
بل ما يفعله فينا
أحياناً..
سعيدة بوجودك على قيد العالم :)
إبراهيم
وبعضها يشبه الأزرق، ولهذا بقية :)
ربما فعلا لا نتغلب على الأبيض إلا بحالة اكتمالنا بعد الكتابة، بعد أن نسوده بالكامل
يعني
عموما محدش ضامن كل مرة هيسود الأبيض فيها هيحس بالاكتمال ده!
عايزة قصيدة أمل بالمناسبة :))
منور للغاية
مروة
سعيدة بزيارتك الأولى للمدونة ويارب متكونش الأخيرة :)
منورة
وائل
بمناسبة الفل
اكتشفت ان هو كمان أبيض يعني :)
لا تؤجل رد اليوم إلى البوست القادم
قولي رأيك عن الباقي بصراحة يافندم
الشعراء لا يليق بهم ان يؤجلوا كلماتهم
ماشي؟:)
منور يافندم :)
انتي غيرتي البحر اللي كان فوق ليه؟؟؟انا كنت بحب البحر الاولاني اوي
كاميليا
تغيير يمكن
أصل انا اكتشفت اول امبارح اني كرهت!!
تصدقي؟
فقلت الخلفية دي اغمق من الاولانية
يعني مجاراة للواقع مش اكتر
عموما لو لقيتني بحن للأولانية(واللي هو حاصل فعلا بس مش حالة ميئوس منها يعني)هرجعها :)
هاي
الابيض... هو فقط ذلك اللون الذي استطاع ان يتخلى عن كل تلك الالوان الاخرى.. أو هجرته هي
ربما لانه لا يخشى أن يكون... يخشى الوجود... يخشى التحول و المشاركة... فعصى أمر السجود، و تمنى لو هكذات فعل الجميع
انه فقط.. يستطيع الكذب
و لا يجيده
وهل الابيض يكره
انه ابيض وان جاءت عليه بعض الذرات لتلوثه
فسيظل يحتفظ بلونه
بداخلك ابيض وليس مارد كما انه يحبك
ولكن احبيه انتى كما يجب
:)
Post a Comment