كانت
فيرجينيا معي في القطار، تحدق في تارة بوقاحة ثم تحدق في الركاب المحيطين وتتأفف
من ضجيجهم. تعاود التحديق في الأوراق التي وضعتها على رجلها في شبه فوضى. لا
تستطيع أن تجلس "بإتيكيت" أبداً، مفتوحة الساقين نوعا، محدبة ظهرها، رغم
المقعد المريح.
تحاشيت
النظر إلى ملابسها. وجودها يكئبني و أصدق أنني أشبهها إلى حد كبير. مقعدها يقطر
ماءً، وهي لا تبالي، أنا أيضا لا أهتم بجيوبها المنفوخة وشعرها المبتل.
تقول
فجأة "هذا القطار يقتلني"!
أنظر
إليها وأبكي دون صوت. يتوقف القطار تدريجيا في مكان غير معلوم لسبب غير معلوم. ألمح
ذيل فأر طويل بين القضبان، ثم أتفرج على جسده الضئيل بعدها. وتلمع عيني في إثارة "فأر..
ذيله طويل جدا"!
لا
أرى اهتماما. يتحرك القطار ببطء.
يسألني بعدها بشهور وكأنه فجأة تذكر "أين
الفأر؟"
أختنق
بالمياه وتغيب عني الرؤية شيئا فشيئاً، وآخر كلماتي أن "فرمه القطار"!